صدق أو لا تصدق : قطار صينى يخترق المبانى السكنية
يبدو أن الجملة التى شدت بها الراحلة هدى سلطان فى أغنية الأطفال المعروفة " توت توت " مع الراحل عبد المنعم مدبولى حين قالت " ودا أول قطر ينام فى بيوت " قد تحققت وربما بشكل أكثر غرابة فى الصين حيث شهدت إحدى المدن الصينية مؤخراً تسيير أول قطار يمر عبر المبانى السكنية .
https://youtu.be/HN13qjGzdWI
مدينة الـ 49 مليون نسمة
إنها مدينة “تشونغ كنغ” الواقعة جنوب غرب الصين والتى يبلغ تعداد سكانها ما يربو على الـ 49 مليون نسمة بينما تبلغ مساحتها 31 ألف ميل أى حوالى 82 ألف كيلو متر وهو ما شكل عبئاً كبيراً على مسؤلى التخطيط العمرانى فى المدينة حول كيفية الوصول إلى حلول مبتكرة للتوسع العمرانى وخدمات النقل فى ظل هذه الكثافة السكانية والمساحة الضيقة .
وتعد هذة المدينة واحدة من أربع محليات أو بلديات بالصين وتقع على امتداد ضفتي نهر يانجتسي ، ورغم ارتفاع كثافة السكان بالمدينة، إلا أنه يُطلق عليها المدينة الجبلية نظراً لوقوعها حول مجموعة من الغابات والتلال.
المشهد المذهل
يصاب الزائرون لمدينة “تشونغ كنغ” الواقعة جنوب غرب الصين بالذهول لأول وهلة وبما يشبه الصدمة عندما يشاهدون قطار ركاب وهو يشق طريقه داخل مبنى مكتظ بالسكان وكأنه يصطدم به لكن هذه الصدمة سرعان ما ستزول حينما يكتمل المشهد فيشاهدون القطار وقد يخترق المبنى السكنى ويمر من الناحية الأخرى دون أن يتأثر المبنى السكنى ولا أىٍ من قاطنوه ليدرك هؤلاء بأن خط القطار يمر داخل المبنى الذي يضم أيضا محطة قطارات رئيسية تخدم المدينة .
تقرير الديلى ميل
وبحسب وصف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن القطار يمر ما بين الطابق السادس والثامن عبر نفق داخل مبنى سكني مكون من 19 طابقا ، وأوضحت "ديلي ميل" أن بناء المحطة داخل المبنى السكني تم باستخدام معدات تمنع الضجيج عن السكان المقيمون داخل المبنى والقريبين منه.
ضجيج القطار لا يتعدى صوت غسالة الأطباق
وذكرت الصحيفة أيضاً أن وزارة التخطيط الصينية بالتعاون مع مسئولى النقل بالمدينة قد نجحا في إقامة خط سكة حديد يمر عبر فتحة وسط مبنى سكني مكون من 19 طابقاً وتم إنشاء محطة قطارات خاصة وسط مجموعة من المساكن فيما بين الطابقين السادس والثامن. ومن خلال القيام بذلك، تجنب مسؤولو التخطيط العمراني هدم المبنى بأكمله لإفساح الطريق أمام حركة القطارات وخطوط السكك الحديدية.
ويستطيع السكان ركوب قطار “تشونغ كنغ” السريع رقم 2 من محطة ليزيبا الجديدة ، ورغم أن هناك سكاناً يقطنون بالقرب من محطة القطار المزدحمة، إلا أنه تم كبح الضوضاء التي تعج بها المحطة من خلال أجهزة مخصصة لهذا الغرض.ويرى أصحاب المنازل بالمجمع السكني أن الضوضاء الناجمة عن القطار تشبه صوت غسالة الأطباق.
العبقرية الصينية
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أظهرت الصور المتداولة للمكان القدرة التصميمية للمهندسين الصينيين الذين أخذوا بالاعتبار الضجيج الذي يمكن أن يحدثه القطار داخل مبنى مكتظ بالسكان إذ شمل التصميم أيضا خفض درجات الضجيج إلى حد أنها لا تزيد عن الضجة التي يحدثها زبائن وهم يتحدثون داخل مطعم.ونقلت الصحيفة أن يوان تشنغ المتحدث باسم شركة النقل العام في المدينة قوله “إن المدينة مكتظة بالسكان ولم يعد هناك مكان لاستيعاب وسائل النقل على الأرض لذلك فكرنا في وسيلة نقل ليست تحت أو فوق المباني وإنما عبرها”.